المرصد السوري: الغارات الإسرائيلية على المعابر في سوريا تهدف لإعاقة نقل السلاح لكنها تتسبب بتعميق أزمة النازحين
صعدت إسرائيل استهدافها للمعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية بين سوريا ولبنان، عبر سلسلة غارات جوية متتالية بطيرانها الحربي.
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تم توثيق 31 استهدافاً إسرائيلياً للمعابر منذ 26 أيلول الماضي، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بعدد من المعابر، وإخراج بعضها من الخدمة تماماً، بالإضافة إلى وقوع خسائر بشرية بلغت 28 شخصاً، بينهم 4 من عناصر حزب الله، وشخص لبناني، و4 من السوريين المتعاونين مع الحزب، و8 مدنيين.
هجمات تزامنت مع التصعيد على لبنان
هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي الكبير على لبنان، والتي تهدف بشكل رئيسي وفقاً لما أورده تقرير للمرصد السوري، “إلى عرقلة نقل سلاح حزب الله اللبناني المخزن في مستودعات بسوريا إلى داخل لبنان”.
وأشار المرصد في تقرير أن “الغارات زادت من وتيرة مراقبة الحدود، خاصة مع تحليق الطيران المسيّر الإسرائيلي في الأجواء على مدار الساعة، مدعوماً بشبكة من العملاء الذين زرعتهم إسرائيل على الأرض عبر إغراءات مالية”.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية المكثفة عن شلل شبه كامل في حركة نقل السلاح بين سوريا ولبنان، حيث بات حزب الله يواجه صعوبة كبيرة في إيصال سلاحه إلى لبنان بسبب الاستهداف المتكرر.
تأثير الغارات تجاوزت مسألة نقل السلاح
وتجاوزت تأثيرات الغارات الإسرائيلية مسألة نقل السلاح، حيث باتت تعيق حركة النزوح من لبنان إلى سوريا.
وقال المرصد: “في ظل التصعيد العسكري العنيف في لبنان، لجأ العديد من اللبنانيين والسوريين إلى النزوح نحو الأراضي السورية هرباً من القصف المستمر، خاصة في مناطق الجنوب اللبناني، إلا أن إغلاق المعابر وصعوبة الوصول إليها جعلت رحلة النزوح محفوفة بالعقبات، ما أجبر البعض على اللجوء إلى طرق تهريب خطيرة وبتكاليف مالية مرتفعة، وسط مخاطر كبيرة تهدد حياتهم”.
صعوبة تأمين مسكن
ووجد العديد من اللبنانيين الذين نزحوا إلى سوريا مؤخراً صعوبة في إيجاد مسكن بسبب رفض العديد من السوريين تأجير منازلهم لهم، خوفاً من احتمالية ارتباط هؤلاء النازحين بحزب الله، ما قد يعرض أحيائهم السكنية لخطر الاستهداف الإسرائيلي.
وأضاف المرصد أن هذا التوتر “دفع بعض اللبنانيين إلى التفكير في العودة مجدداً إلى بلادهم رغم المخاطر، نظراً للظروف المعيشية الصعبة في سوريا وصعوبة العثور على مأوى آمن وقد أعاقت الضربات الإسرائيلية المتكررة للحدود بين البلدين من عودتهم”.