نجا بأعجوبة.. كابوس القتل بـ “سكين داعش” يلاحق مواطن من الرقة السورية
الـرقـة – مـجـهـر
لم يستطع أحمد الخليل (54 عاماً) من سكان قرية رطلة بريف الرقة الجنوبي، نسيان ما حلَّ به في سجون تنظيم “داعش” خلال فترات الاعتقال التي أمضاها في سجون التنظيم الإرهابي إبان سيطرته على المدينة بين الأعوام 2014 و 2017.
رغم مضي أكثر من أربعة أعوام على طرد عناصر تنظيم داعش من الرقة وسبقها بشهور قليلة خروج أحمد من سجون التنظيم، إلا أن كابوس القتل بسكين التنظيم لا يزال يلاحق الرجل الخمسيني كل ما أراد الخلود للنوم وأغمض عينيه.
“لم يكن أمراً سهلاً أن تُعتقل لدى تنظيم يمارس القتل ويمثل بجثث قتلاه ويخبرك عناصره أن مصيرك اقترب كثيراً وأن حز عنقك بالسكين بات مسألة وقت لا أكثر”.
تكرر اعتقال أحمد خلال سيطرة “داعش” على الرقة وكان تهمة “الإلحاد” تلاحقه في كل اعتقال، على اعتبار أنه كان قد درس الفلسفة – التي يحرمها التنظيم – وتخرج من جامعة دمشق.
تطول مدة الاعتقال وتقصر في كل مرة يحاول الرجل الخمسيني جاهداً إقناع معتقليه بأنه “ملتزم دينياً وأنه اعتنق ذات الفكر الذي يتبناه عناصر التنظيم” ليتم الإفراج عنه بعد ذلك.
إلا أن الاعتقال الأخير كان الأكثر رعباً، إذ قرر عناصر داعش قتل الرجل رمياً بالرصاص ومن ثم رميه في بادية الشامية التي تقع في ريف الرقة الجنوبي، وفق ما قال.
ويقول أحمد لـ “مجهر” إن عناصر “داعش” اقتحموا حرمة منزله وقاموا بسحبه من وسط عائلته وهم يصرخون في النساء الموجودات “تسترن يا متبرجات”، رغم أن عناصر التنظيم هم من تعدوا على حرمة المنزل ولم يضعوا أي اعتبار عندما داهموه.
حاول أحمد أن يستفسر من عناصر داعش عن سبب مداهمة المنزل إلا أن أحد العناصر صرخ في وجهه طالباً منه مرافقتهم بصمت دون إبداء أي مقاومة أو التفوه بأي كلمة.
لم يقوى أحمد إلا على اتباع أوامر معتقليه الذين سحبوه على عجل إلى سيارة نقل صغيرة “فان”، ومن ثم عرضوه على “أمير” نقطة أمنية تقع على أطراف مدينة الرقة الجنوبية عندما كان يعرف بالقاطع الجنوبي (الجسر العتيق).
وعندما وصل أحمد إلى النقطة الأمنية عُرض على “الأمير” الذي أخبره على الفور بأن قرار قتله قد اتخذ وأن الحكم سينفذ خلال الساعات القليلة القادمة.
“كان قلبي يكاد يقف من شدة الرعب والخوف كنت أعلم أن سأموت لكن كانت طريقة القتل تخيفني ربما نحراً بسكين أو ضربة بساطور تمنيت لو أن طريقة الإعدام كانت رمياً بالرصاص ربما هي أرحم خيارات القتل”.
وقبل يوم الإعدام بـ 24 ساعة فقط، سمع أحمد شخصاً ينادي عليه من فتحة بوابة الزنزانة التي كان يرقد فيها، وقف رجل بالباب وقال له وفق لحديثه “أطمأن ستنجو لكن أكتم هذا ولا تخف”.
وقال أحمد إن الشخص الذي نادى باسمه كان قيادياً في تنظيم داعش لكنه كان أيضاً صديقاً له في المنطقة وطلب منه السكوت عن ذلك وأخبره أنه سينقذه ولن ينفذ فيه حكم الإعدام.
وفي صبيحة يوم تنفيذ الحكم طلب “أمير” النقطة الأمنية من عناصره إخراج أحمد والذهاب به إلى منطقة بعيدة ومن ثم قتله ورمي جثته في البراري.
ووفقاً للرجل الخمسيني تقدم “صديقه وقال لـ “الأمير” إنه يرغب بتنفيذ المهمة والتخلص من هذا “الملحد”.
“اصطحبني مكبلاً بسلسلة معدنية متجهاً به نحو بادية الشامية وهناك فك وثاقي وطلب مني التخفي بعيداً عن أعين عناصر داعش وأنه سيخبر الأمير أنه نفذ حكم الإعدام به”.
ووفقاً لما رواه أحمد فإن قوات سوريا الديمقراطية كانت خلال تلك الفترة قد طردت عناصر داعش من بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي من تنظيم داعش وما هي إلا فترة قصيرة حتى حررت القوات قرية “رطلة” التي يسكنها أحمد وبدأ يشعر بالأمان وأن التنظيم قد بات بعيداً ولم يعد قادراً على اعتقاله أو النيل منه ثانية.
إعداد: ياسين الأحمد