السكن الجامعي في دمشق.. سكن جامعي أم “مهاجع عسكرية”؟
مع اقتراب موعد الامتحانات؛ يحاول “زين /اسم مستعار/ 21 عاماً”، البحث عن بديل للسكن الجامعي المعتم والبارد، حسب قوله،ويضيف: “الكهرباء تختفي بالساعات، ليس لدينا بديل آخر في ظل هذا الغلاء للبحث عن مكان يأوينا، وخاصة نحن الذين نأتي من محافظات أخرى، فالأمر يزداد تعقيداً يوماً بعد آخر”.
ارتفاع رسوم التسجيل والخدمات مجرد كلام
نهاية عام 2023، قررت وزارة التعليم العالي رفع رسم التسجيل في السكن الجامعي لجميع المدن الجامعية، لتصبح /8000/ ليرة سورية شهرياً بدلاً من /2000/ ليرة سورية، بدءاً من العام الدراسي الحالي، حيث يُجبر الطلاب إلى الدفع بشكل دفعة واحدة عن كامل السنة والذي يبلغ /88/ ألف ليرة سورية.
وأرجع مدير السكن الجامعي بجامعة دمشق، “عباس صندوق”، السبب إلى أن رفع قيمة رسوم السكن الجامعي جاء بعد إحداث قانون المدن الجامعية الجديد، لتصبح أغلب العائدات المدفوعة تعود لتأمين الخدمات والاستثمار، بينما سابقاً كان جزءٌ من العائدات يعود لخزينة الدولة وقسم آخر للجامعة.
سكن بدون خدمات
يقول “منير/ اسم مستعار/ 23 عاماً”، لمنصة “مجهر”: “رفعوا رسوم التسجيل ليأمّنوا الخدمات،لكنها إلى الآن سيئة جداً”.
ويضيف بلهجته: “وحدات الشباب ما فيها ماء سخنة، يعني إذا الشباب بدهم يتحمموا يا بدهم يسخنوا بطنجرة أو عالسخانة–اللي أوقات ممنوع نستخدمها–أو بدهم يروحوا عالوحدة الـ/15/ مشان يتحمموا بمي سخنة، فهي الوحدة يسكن فيها الأجانب”.
ويتابع بقوله “حتى الآن لا توجد مصاعد في أعلى وحدة بالسكن وهي الوحدة الأولى، ولا صيانة للمرافق الصحية مثل الحمامات، والنظافة قليلة جداً إن لم نقل معدومة، فالروائح القذرة تفوح في كل مكان، فكيف لنا أن ندفع ثمن خدمة غير موجودة أساساً”.
بالتوازي مع ذلك عبّرت “نغم”، عن استيائها من واقع السكن الجامعي وخاصة في الوحدة التي تقطن بها، حيث قالت: “خلونا ندفع /88/ ألف ليرة سورية بحجة تحسين وضع السكن، بس اللي صار أنو تحول السكن لـ”مهجع عسكري” في بكل غرفة /8/ بنات، المي من شهرين ما شفناها، بحجة في تصليح، بس لهلق ما شفنا ولا عامل عم يصلح، والمكتبة المركزية إذا قررنا ندرس فيها؛ فهي تحولت لمطعم ونادٍ لاجتماع الأصحاب، ولازم نحجز فيها عند الفجر، لا في رقابة ولا إدارة، مجرد ناس حابة تسترزق على حساب الطلاب”.
الشكاوى لا قيمة لها
فيما تقول “مها”، /اسم مستعار/، وهي طالبة في السنة الأخيرة بكلية الطب: “سجلت على تطبيق السكن متأخرة وذلك لأسباب صحية، وحاولت سابقاً التسجيل قبل عطلة الميلاد ورأس السنة وظهر لي قيد الدراسة، وعندما حاولت لاحقاً مراجعة الحاسب قاموا بإعطائي تسجيل مؤقت لشهر لأن التطبيق كان معطلاً،رغم أنه وبحسب القانون يحق لي وصل دائم فأنا قديمة في السكن، بالإضافة إلى معاناة الأوراق وعذاب السفر اللذان كلفاني مادياً ونفسياً، وحتى الآن لا استجابة لوضعي”.
يرى العديد من الطلاب أن فكرة التطبيق مجحفة للخريجين، لأنهم اعتادوا على السكن لأربع أو خمس سنوات في غرفة محددة مع شركاء الغرفة واعتادوا على طِباع بعضهم البعض، ومن الصعوبة التأقلم من جديد مع شركاء غرفة آخرين، عدا عن ذلك صعوبة نقل الأغراض من وحدة إلى أخرى،بالمقابل يوجد العديد من الطلاب الذين اعتنوا بغرفهم سواء بالدهان أو إجراء الإصلاحات، واعتبروا أن من حقهم البقاء في الغرفة ذاتها إلى حين التخرج.
تقول “مرام” طالبة في كلية الصيدلة وهي من محافظة السويداء: “لازم تكون الأولوية بالتسجيل للطلاب اللي سكنوا قديماً في الوحدات،وبعدها يفتحوا باب التسجيل للطلاب المستجدين، أقل شي بتكون واضحة أعداد اللي انقبلوا في المدينة الجامعية والشواغر المتاحة، وهذا يساعد في التنظيم”.
وتشهد المدينة الجامعية في دمشق ازدحاماً كبيراً من حيث ارتفاع عدد المقيمين بالغرفة الواحدة، بالإضافة إلى غياب وسائل التدفئة في الشتاء، وارتفاع أسعار الخبز مقارنة بالخارج وازدياد طوابير الحصول عليه، وسط معاناة تتجدد تلقائياً، فلا رقيب ولا حسيب ولا أحد يسمع، فمتى تنتهي هذه الأزمات؟!