مخاوف مستمرة من سجن الصناعة.. وإخفاق دولي في حل المعضلة
الحسكة – باسل رشيد
استيقظ سكان مدينة الحسكة صباح يوم 20 من شهر كانون الثاني عام 2022 على أصوات الطيران في سماء المدينة وأصوات الانفجارات والاشتباكات من محيط سجن الصناعة بحي غويران، الذي يأوي الآلاف من محتجزي عناصر “داعش”، بعد هجوم نفذه مجموعة من الخلايا بالسيارات المفخخة والدراجات النارية، الأمر الذي شكل خوفاً كبيراً لدى سكان المدينة.
وكان الهجوم آنذاك “يهدف إلى إخراج المحتجزين والتوجه بهم إلى مخيم الهول، لإخراج عوائلهم وإعادة تشكيل التنظيم من جديد”، وفقاً لما قاله مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” حينها.
وتمكنت “قسد” بدعم من التحالف الدولي من إفشال الهجوم بعد اشتباكات دامت لأسبوع.
وتسبب بفقدان 121 مقاتلاً من القوات العسكرية التابعة لقوات “قسد”، ومقتل العشرات من المحتجزين الفارين من السجن والمهاجمين عليه.
وقال الناشط الحقوقي خالد جبر، خلال تصريح لمنصة مجهر، إن المجتمع الدولي أخفق في ملف محاكمة عناصر “داعش” المعتقلين رغم مناشدات الإدارة الذاتية مراراً وتكراراً للدول التي لديها رعايا في مناطق الإدارة الذاتية بإيلاء الاهتمام لهذا الملف.
ويرى “جبر”، أن إنشاء محاكم في مناطق الإدارة لمحاكمة المعتقلين من عناصر “داعش” هو الخيار الأمثل “والجزاء العادل”.
وشدد على ضرورة التزام الجهات المعنية بـ”المعايير الحقوقية، والأخذ بعين الاعتبار هذا الملف”.
من جهته قال فرحان خليل وهو ناشط إعلامي، لمنصة مجهر، إنه كان شاهداً على بدء الهجوم على السجن من قبل خلايا التنظيم، مضيفاً: “خلايا التنظيم لا تزال نشطة في بعض البقع الجغرافية السورية، ”
وأردف: “الأمر يحتاج لجهود حثيثة لإنهاءها، وخصوصاً أن خلايا التنظيم باتت تستغل الهجمات التركية المستمرة على المنطقة لإعادة تكوين نفسها ونشر الإرهاب في المنطقة”، بحسب كلامه.
وفي تصريحٍ سابق، قال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين لشمال شرقي سوريا، شيخموس أحمد، لمنصة مجهر، أنه “تزامناً مع الهجمات التركية على المنطقة، حالة استعصاء في مخيم الهول، الذي يأوي عائلات من عناصر داعش”.
وشهد سجن الصناعة محاولة هروب لعناصر من تنظيم داعش، والتي تزامنت مع هجمات شنها مجهولون على محيط السجن، وجاءت أيضاً متزامنة مع هجمات تركية استهدفت البنية التحتية لمناطق شمال شرقي سوريا، وفق تصريحٍ سابق لسيامند علي مدير المكتب الإعلامي لوحدات حماية الشعب، لمنصة مجهر.