حلب.. موظفون حكوميون يشتكون تدني الأجور وغلاء الأسعار في رمضان
يشكو “عبدالله” من قلة الأجور التي يتقاضاها من الحكومة مقارنة مع غلاء الأسعار في الأسواق، بالقول: إن “مبلغ الـ 140 ألف ليرة سورية التي اتقاضها من الحكومة، بالكاد يكفي لشراء الطعام لأسرتي في شهر رمضان، ليومين او ثلاثة ايام بأفضل الأحوال”.
بتلك الكلمات يعبر عبد الله الاحمد ( 44 عام )، اسم مستعار عن تدني الراتب الحكومي وعجزه عن مواجهة الغلاء المستفحل في الأسواق.
ويقول الموظف في مديرية التربية في حلب، لمنصة مجهر، “بالكاد أستطيع تأمين بضع مستلزمات وحاجيات أساسية لكي أضعها على مائدة رمضان لعائلتي، والتي تغيب عنها الكثير من أصناف الطعام”.
ويضيف عبد الله :”لولا عملي كسائق تكسي اجرة بعد انتهاء دوامي الحكومي لتضورت أنا وأسرتي جوعاً وكنا لنواصل صيامنا بالنهار وبالليل أيضاً، فأقل صنف طعام نقوم بإعداده يحتاج لمستلزمات تتخطى مبلغ 50 ألف ليرة”.
ويتابع بالقول: “ما نتقاضاه من الحكومة لا يكفينا لشراء الخبز فكيف لنا مثلاً أن نشتري كيلو لحم ب 70 ألف ليرة، كل المواد مرتفعة وباهظة الثمن حتى العدس والبرغل وهي تعتبر عماد طعام البسطاء، باتت من الصعب الحصول عليها فأسعارها تحلق عالياً بينما أجورنا تواصل ركودها بالقاع”.
أما ماهر الصيرفي (اسم مستعار)، يبلغ من العمر ( 50 عاماً) وموظف في مؤسسة الكهرباء في حلب فيوجه سهام نقده لغياب الدور الحكومي عن الأسواق.
الموظف الحكومي والأب لأسرة مكونة من 8 أشخاص يتقاضى 151 ألف ليرة سورية كراتب شهري وهو يقف على أبواب التقاعد.
وهذا المبلغ كما يقول “صيرفي” لمنصة مجهر، “يمكن أن يصرف في يوم واحد على مائدة رمضان”.
ويضيف: “عملياً نحن نعمل بالمجان لدى الحكومة فهذا المبلغ الذي أتقاضاه لا يمكن أن يسمى أجر ولا حتى يمكن تسميته معاش فهو لا يكفينا لسد رمقنا من الجوع ولو بكسرة خبز، الأسعار في الأسواق كاوية وهناك فرق شاسع وكبير جداً بين ما نتقاضاه من الحكومة، وبين المصاريف اليومية التي ترهق كاهلنا”.
ويشير بقوله: “لولا عملي في مغسلة للسيارات بعد دوامي الحكومي لنهشني الجوع أنا وعائلتي”.
بدوره حسين عبد الكريم (33 عام)، موظف في مديرية الصحة في حلب، يطالب الحكومة بمنحة مالية إضافية على الراتب الشهري في رمضان “إن لم تقدر على زيادة الرواتب والأجور بشكل دائم”.
فكما يقول لمنصة مجهر، ما يتقاضاه من الحكومة لا يتخطى حاجز 130 ألف ليرة “وهكذا مبلغ، لا يكفي لأجور المواصلات التي تنقله من بيته إلى مكان عمله”، على حد قوله.
ويضيف حسين : “على الأقل تحتاج الأسرة لمبلغ 3 ملايين ليرة شهرياً لمصاريف الطعام والشراب خاصة في هذا الشهر، وكنت أتمنى من الحكومة أن تصرف لنا منح خاصة في رمضان على الأقل لنتمكن من شراء بعض الضروريات”.
ويسكن حسين مع زوجته وابنته مع والديه، ويشير إلى أن “كل ما أتقاضاه مبلغ 130 ألف أي 20دولار، وكل شيء قابل للزيادة إلا رواتبنا”.
ويؤكد الرجل الثلاثيني أن المبلغ الذي يحصل عليه من الوظيفة لا يصمد سوى يوم أو يومين خاصة في شهر رمضان
ويختم بقوله: “رمضان شهر الرحمة ولكن الأسواق لاترحم والحكومة لا تكترث لمعاناتنا التي وصلت للحد الذي لايطاق”.
إعداد التقرير: سامر عقاد