“ازدحام وسوء معاملة”.. استياء سكان في العاصمة دمشق من الإهمال واللامبالاة في أكبر المشافي السورية
يعتبر مشفى المجتهد في العاصمة السورية دمشق والذي تأسس عام 1947 وتديره وزارة الصحة السورية، واحدٌ من أكبر المستشفيات السورية والأكثر ازدحاماً، يتوافد عليه يومياً عشرات المرضى، لكنه ووفق سوريين يشهد إهمالاً ولا مبالاة من قبل الأطباء والمشرفين.
“سارة” التي انتقلت من حمص إلى دمشق مع أخيها للدراسة واحدةٌ من هؤلاء المرضى الكُثر الذين لم يتلقوا المعاملة الجيدة.
يقول فادي “اسم مستعار” وهو شقيق “سارة” الذي أسعفها ليلاً لألمٍ قلبي شديدٍ، إنه قضى أحد أسوأ لياليه في مشفى المجتهد.
ويضيف: “كنت أسعف سارة والآن أصبحت بحاجة لشخص يسعفني، المشفى مكتظ بالمرضى والرائحة جعلتني أشعر وكأنني جالس بأنبوب صرف صحي، الأسرّة وسخة وقليلة لدرجة أنه في بداية وصولنا لم استطع الحصول على سرير لأختي، والأرض كانت مقرفة، المخلّفات بالأرض وكأنه لم يكن هناك أحد لينظّفها”.
يتابع “فادي” سبب امتعاضه بشكل أكبر بالقول “” جاءت الطبيبة، وبعد انتهائها من الفحص السريري أعطتها إبرة واحدة وقالت لنا بأن ننصرف، لم تخبرنا بشرحٍ للحالة ولم تسجّل بيانات أختي في المشفى، وعندما طلبت منها أن أفهم ما يحدث ورفضت الخروج من المشفى قبل أن أفهم ما يحدث مع أختي أو أن يخف ألمها على الأقل، غضبت مني وقامت بإعطائها إبرة أخرى بطريقة سيئة، وقالت لي: هذا مسكنٌ قوي يمكنكم المغادرة الآن وسترتاح عليها، وفي اليوم التالي اضطررنا إلى إسعافها مجدداً إلى مشفى المواساة حيث تبيّن ضرورة إجراء تحاليل عديدة وغير ذلك!”.
بينما تواجه ريما “اسم مستعار” فوبيا ومأساة من نوع آخر مع مشفى المجتهد.
حين كانت تحضر “ريما” دورةً تدريبيّة عن التسويق الإلكتروني في جرمانا بريف دمشق، تعرّضت لأزمةٍ تنفسيةٍ حادّة نقلت على إثرها إلى مشفى المجتهد، غير أنها لم تستطع أن تحظ بسريرٍ منفصل، فاضطرت للبقاء قرابة الساعة تأخذ جرعة الأكسجين بجانب امرأةٍ أخرى قبل أن يتم نقلها إلى سريرٍ منفصل.
وقالت “ريما”: “المرأة بجانبي كانت مصابة بمرض ما بالجلد، وكانت ركبتها تتآكل بسبب الفطريات أو شيء كهذا، كان على كامل ركبتها بقعٌ متآكلةٌ يملؤها القيح، وكانت تئن من الألم، وما إن أهدأ حتى أراها وتزداد حالتي سوءاً، وحتى الآن كلّما تذكرت المشفى أو سمعت عنها أشعر بنفسي يضيق مجدداً وكأنني أصبت بفوبيا ما”.
وتضيف:” أسعفني زميل لي في الدورة التدريبيّة، واضطر للخروج إلى الصيدليات الموجودة خارج المشفى لجلب الأدوية والأبر اللازمة، وحتى الأدوية التي يتم دمجها خلال الرذاذ، وقالت الطبيبة وقتها لنا أن المشفى يعاني من نقص شديدٍ في الأدوية، حتى في الأدوية والأدوات الأساسية مثل المعقمات والكمّامات الطبية والمسكّنات!”.
ويشكو آخرون من سوء معاملة في مشفى المجتهد بدمشق بسبب الازدحام وسوء التعامل مع المرضى، وفق سكان محليين.
ويقول الدكتور علاء “اسم مستعار”، : “الخبرة في مشفى المجتهد لا يمكن مقارنتها بأي مكان آخر، لكن وضعنا هنا ليس أفضل بكثير من وضع المرضى فإذا استطاع الطبيب تشكيل علاقات عامة قوية مع الأطباء الأكبر أو امتلك واسطة ما فإن بيته يكون في القلعة، أما إذا لم يكن اجتماعياً جيد فإنه حتماً سيعاني كثيراً، فهذا المكان أشبه بالغابة، والبقاء للأقوى”.
ويجرى في مشفى المجتهد الحكومي تدريب الطلاب والخريجين من الجامعات السورية، ويصنف من بين المشافي التعليمية، كما تجرى فيها أبحاثًا علمية.
إعداد التقرير: أورنينا سعيد