كوباني.. التداول بالدولار و الليرة السورية تهوي وموظفو الإدارة الذاتية الخاسر الأكبر
مع كل زيادة لرواتب موظفي الإدارة الذاتية؛ تشهد الليرة السورية هبوطاً في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، لينخفض الراتب إلى أقل من /٥٠/ دولاراً، رغم الزيادة.
يتداول سكان مناطق شمال وشرق سوريا جميع عمليات البيع والشراء بما يعادل الدولار الأمريكي،وكثيراً ما ترتفع الأسعار بشكل مضاعف عند تذبذب سعر الصرف، دون أن تنخفض تلك الأسعار مع تحسن الليرة السورية. الضحية في تلك العملية هم موظَّفو الإدارة الذاتية الذين يقبضون بالليرة السورية ويبتاعون جميع احتياجاتهم المعيشية بالدولار الأمريكي.
“أميرة محمد”،اسم مستعار،موظفة في مؤسسات الإدارة الذاتية،تدير شؤون منزلها وأطفالها الثلاثة،تقول إن زيادة الراتب يذكِّرها بالكلام الشعبي”يا فرحة ما اكتملت”، وتؤكد أنها لم تستفد من هذه الزيادة قط، بسبب هبوط قيمة صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وتسجيلها معدلات قياسية.
وتتابع القول “لا يمكن الاعتماد على الراتب لمعيشة عائلة، بل لا يكفي معيشة شخص واحد،نشتري الضروريات فقط،”اللحم والفواكه والألبسة الجديدة “لا توجد ضمن قائمة مشترياتنا”.
وتضيف “أميرة”:”نقبض بالليرة السورية ونشتري جميع احتياجاتنا بالدولار، من أين لنا الدولار!!!!”، مطالبةً بوضع حلول لأسعار المواد وضبطها.
فيما يشير “محمد علي”، اسم مستعار، وهو أيضاً موظف لدى الإدارة الذاتية مع زوجته،أن راتب موظف واحد لا يكفي لشراء حليب طفل، وأنه يتشارك مع زوجته في معيشة أطفاله الأربعة ودفع إيجار المنزل السنوي الذي يبلغ /٣٠٠/ دولار أمريكي، رغم أنه منزل يفتقد للمواصفات الجيدة.
يقتني “علي” الألبسة المستعملة لأطفاله،ولا قدرة مادية لديه”لشراء لعبة لأطفاله”، وفق قوله، لأن المبلغ الذي يقبضه هو وزوجته مخصص للأكل والايجار فقط.
معظم سكان مدينة كوباني يعتمدون في تدبير أمورهم واحتياجاتهم المعيشية على الحوالات الخارجية من أبنائهم المغتربين.
وتؤكد”أميرة”أنها تعتمد في شراء احتياجاتها المنزلية التي تتطلب مبالغ مالية كبيرة على الحوالات المالية من أخوتها في الخارج بين فترة وأخرى، حيث تشتري المؤونة الشتوية ومخصصات المازوت وألبسة جديدة لأطفالها في الأعياد، والمأكولات الشهية في شهر رمضان فقط.
ويطالب”علي” الإدارة الذاتية بزيادة رواتب موظفيها لتعادل /١٥٠/ دولاراً أمريكياً كحدٍّ أدنى، ومنح سكن لموظفيها الراغبين،وبـ”الأقساط المريحة”.
وتسبب تذبذب سعر صرف الدولار خلال الأسبوع الجاري؛ بارتفاع كبير في أسعار جميع المواد والمشتريات، دون انخفاض أسعارها عند تحسُّن قيمة الليرة السورية لأيام قليلة،ويبقى الموظف هو المتضرّر الأكبر، ويتأثر بشكل ملحوظ عند هبوط قيمة الليرة السورية.
“إبراهيم الأحمد”،تاجر وموزّع جملة، يقول لمراسلة “مجهر”،إن تثبيت الأسعار يحتاج لمدة لا يقل عن أسبوع عند ثبات سعر صرف الدولار، وأنهم يشترون البضائع بالدولار، وبعض التّجار يحتكرون البضائع ويمتنعون عن بيعها، ليسجل الدولار معدلاً أكبر، فيقوموا بتصدير بضائعهم المخزّنة إلى السوق وبيعها بسعر أعلى.
وعن الحلول الممكنة لضبط الأسعار وتحسين رواتب موظفي الإدارة الذاتية ،يرى “مصطفى خليل”، مراقب ومحلل اقتصادي، أن الإدارة الذاتية لا تستطيع ضبط سعر الدولار؛ لأن ذلك مرتبط بالبنك المركزي السوري، وبالتالي لا تستطيع ضبط السوق بسبب تقلبات سعر الصرف، فعمليات الضبط تحتاج لموظفين ذي خبرة في هذا المجال.
وأشار” خليل” إلى أن الحل الأنسب هو تحديد أجور العاملين في الإدارة الذاتية بما يعادل /٢٠٠/ دولار أمريكي، كحد أدنى، وكذلك تحديد أسعار المواد بالدولار ،فالتاجر دائماً يتخذ مسافة أمان؛ تحسُّباً لارتفاع الدولار، وبالتالي لا تنخفض الأسعار عند هبوط الدولار وتبقى ثابتة لمدة لا تقل عن أسبوع، للتأكد من تثبت سعر صرف الدولار.
إعداد التقرير: شيرين تمو