نقاشات حادة بين أعضاء الائتلاف وتطور غير مسبوق في موقف المعارضة من مبادرة ل(مسد)
تتوالى ردود الفعل على الاجتماع الأخير لوزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا بحضور رؤوساء أجهزة المخابرات في الدول الثلاث بموسكو، والي تسبب في نقاشات حادّة داخل الإئتلاف، كما دفع مجلس سوريا الديمقراطية لطرح مبادرة لتوحيد قوى الثورة السورية.
المحادثات التركية السورية تتسبب بنقاشات حادّة بين أعضاء الإئتلاف
وشهد “مبنى الإئتلاف السوري في إسطنبول” نقاشات حادّة بين الأعضاء، منذ الأربعاء الماضي وإلى الآن، بين من يدعو إلى اتخاذ موقف فوري رافض لأي تقارب مع الحكومة السورية، وبين من يدعو للتريّث، بسبب المباحثات التي جرت بين أنقرة ودمشق برعاية روسية، وفق ما أفاد به مصدر في حديث لـ”العربي الجديد”.
وقال مصدر في الإئتلاف، طلب عدم ذكر اسمه لأنَّه غير مُخوَّل بالحديث العلني، إن الإئتلاف قرَّر عدم اتخاذ موقف “إلا بعد التشاور واللقاء مع الأتراك؛ لمعرفة حيثيات هذا التقارب ومبرّراته في هذا التوقيت”.
في السياق، أكد مصدر آخر في الإئتلاف، وفق “العربي الجديد”: “إننا ننتظر نتائج اجتماع الإثنين لتحديد موقفنا مما يجري”.
معلومات عن خلافات وبدء أطراف من المعارضة التَّرويج لـ”المصالحة”
وشهدت صفوف المعارضة مؤخَّراً انقسامات حادّة، بسبب تغيّر الموقف التركي حيال الأزمة السورية، وبدئها محادثات رسمية مع الحكومة السورية.
وتحدث رئيس تحرير صحيفة “”Aydinlik التركية “مصطفى يوجال”، خلال لقاء تلفزيوني مع رئيس حزب الوطن التركي، أن رئيس الحكومة السورية المؤقتة “عبد الرحمن مصطفى”، الذي يقال إنه يتزعم /11/ إلى /12/ فصيل عسكري، اجتمع معهم في عنتاب التركية منذ عدة أيام، وأبلغهم بأنه قد حان الوقت للمصالحة مع الحكومة السورية.
وبحسب رئيس تحرير الصحيفة؛ فإن “مصطفى” طلب من الفصائل “التجهُّز للمرحلة الجديدة”.
مشدداً على أنه يجري في الوقت الراهن “تجهيز الفصائل المسلحة على الأرض لهذه المرحلة”.
وتزامناً مع هذه الأنباء؛ شهدت مناطق عدة في شمال وغرب سوريا، احتجاجات رافضة للمصالحة، وطالبت “الإئتلاف السوري” بتوضيح موقفه من المباحثات الجارية.
(مسد) تطلق مبادرة لتوحيد صفوف المعارضة
وتزامنت مع هذه التطورات؛ أُطلِقَتْ مبادرة من قبل “رياض درار” الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، وفقاً لوسائل إعلام مقربة من المعارضة السورية.
وتنص على بنود عدّة، أبرزها، أن تقرَّ الأطراف بوحدة سوريا وسلامة أراضيها وحقوقها المشروعة بالثروات جميعها بما فيها النفط والمياه، وأن تُقرَّ الأطراف، في شمال شرق سوريا، وكذلك في شمال غرب البلاد، التزامها الكامل بوقف كافة الأعمال العسكرية والعدائيّة، والإقرار على أن مدخل الحل في سوريا هو القرارات الدولية ذات الصلة، وخاصة القرار /2254/، واستبعاد مجرمي الحرب من أي حل سياسي، بل وإحالتهم إلى محكمة مختصة لنيل عقابهم.
وأشارت البنود على التزام الأطراف الموقّعة، بتشكيل قيادة مشتركة للمعارضة، ويتم ضم آخرين إلى هذه القيادة، لتكون أكثر تمثيلاً واقعياً للسوريين الراغبين بالتغيير، عبر إعادة هيكلة حقيقية واقعية للإئتلاف ومؤسساته، ووفد التفاوض واللجنة الدستورية، ومعيار ذلك الكفاءة المهنية والعلنية مع المصداقية في التمثيل.
مواقف إيجابية لدعوة (مسد)
وتعليقاً على دعوة (مسد)؛ كتب المعارض السوري “محي الدين اللاذقاني”، منشوراً على حسابه في موقع الفيسبوك، رحَّبَ فيه بالمبادرة، ودعا للقبول بها والتفاوض حولها من أجل المصلحة السورية.
وقال: “بهذه الروح التي يُبديها البيان؛ يمكن لشخصيات وطنية وتيارات سياسية سورية أذهلتها الاستدارة التركية للصلح مع نظام القتلة، أن تتجاوز الخلافات الزائفة المفتعلة، وأن تمد يدها لحوار وطني شامل، وتلتقي مع أخوة لها في الوطن، في حوار علني مفتوح يمكن أن يفضي إلى توحيد شرق الفرات مع غربه”.
وأضاف “اللاذقاني”: “ثقوا أن وحدة الشمال الشرقي والشمال الغربي لسوريا ستكون مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية فاعلة، فهذه الدول أدركت أن تركيا استولت على قرار المعارضة السورية المقيمة في حضنها وصادرته لمصالحها، ومعظم هذه الدول تنتظر مبادرة قابلة للتحقق من شخصيات وطنية على قدر من المصداقية والنزاهة من الطرفين لتدعمها، وتجعل منها خطوة كبرى نحو حل سياسي ينتظره الجميع”.
ووصفت وسائل إعلام مقرَّبَة من المعارضة السورية، “أن الانقسام بين قوى المعارضة، سواء السياسية منها أو الشعبية، حيال مبادرة الإدارة الذاتية الأخيرة، إنما يعبّر عن تطور غير مسبوق في موقف هذه القوى، التي طالما كانت متشددة تجاه الإدارة الذاتية”.
وأشارت إلى أن “التخوف الكبير من إجبار المعارضة المتحالفة مع تركيا على المصالحة مع النظام وبقاء بشار الأسد في منصبه، يبدو أنه خَلخلَ هذا التصلّب”.
وكان مجلس سوريا الديمقراطية قد قال في بيان له “إن المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها مشروع السوريين الأحرار في تحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية، تتطلب منا كسوريين، التكاتف والتعاضد، متجاوزين كل الخلافات الزائفة التي يريد أعداء الشعب السوري تسعيرها وتعميق هُوَّتِها”.
ودعت “لمواجهة هذا التحالف وإسقاطه، وتوحيد قوى الثورة والمعارضة بوجه الاستبداد وبائعي الدم السوري على مذبح مصالحهم”.