أوضاع مأساوية لنازحين في مراكز إيواء بالحسكة.. والإدارة الذاتية تحمل “المنظمات” المسؤولية

“نعاني من أوضاع صعبة داخل هذه المدرسة، ولا توجد بطانيات لنغطي وندفئبها أجسادنا، ولا مازوت في هذه الأيام الباردة”، هذا ما قالته “عليا الخضر”، وهي نازحة من مدينة سري كانيه/ رأس العينوتتواجد في إحدى مراكز الإيواء بمدينة الحسكة.

وتسبَّبَ احتلال تركيا بمساندة فصائل تابعة لها، لمدينة سري كانيه/رأس العين،بشمال شرق سوريا عام 2019، بنزوح أكثر من /300/ ألف شخص من المدينة وريفها.

ويقطن جزء كبير من نازحي المدينة، في مخيَّمي “واشوكاني” و”سري كانيه” في مدينة الحسكة، فيما تنتشر عشرات العائلات في مدارس تم تخصيصها كمراكز إيواء لهم.

وتقول “عليا الخضر”، لمنصَّة “مجهر”بأنها تعيش مع أطفالها الأربعة وزوجها في ظروف قاسية، حيث زوجها لا يعمل، والسلة الغذائية التي يتم توزيعها عليهم لا تكفيهم سوى لأيام معدودة.

وتضيف “أعداد النازحين داخل المدرسة كبيرة، والمياه لا تصلنا بانتظام ولا تكفي حاجتنا”.

من جانبه يعيش “أسامة العمر” من بلدة “المناجير” بريف مدينة سري كانيه/ رأس العين، في مركز الإيواء في حي الليلية بمدينة الحسكة. ويروي لمنصة “مجهر”ما يعانوه من أوضاع صعبة، ويقول “الحصير الذي نجلس عليه مهترئ، ولم يصلنا مازوت التدفئة بعد، وأطفالي يرتجفون من البرد، وحالتنا أصبح يُرثى لها”، وفق تعبيره.

ويؤكد “العمر” بأن السلة الغذائية التي يتم توزيعها عليهم “قليلة والمنظفات الموجودة قليلة أيضاً”.

ويضيف “لمنرَالمنظمات الدولية ولم تقم بمساعدتنا”.

ويطالب المهجَّرون والنازحون القسريون في مراكز الإيواء، الجهات المعنية، بتقديم المساعدات في أقرب وقت.

وقال نائب الرئاسة المستركة في مجلس مقاطعة الحسكة التابع للإدارة الذاتية، “فاروق توزو”، لمنصة “مجهر”، إنهم يتعاملون مع مطالب المهجَّرين “وفق الإمكانيات المتوفرة لديهم”.

وأضاف “توفير كافة المتطلبات أمر في غاية الصعوبة، ولكن تتم الاستجابة وفق الممكن”.

ونوَّهَ”توزو”إلى “تقصير المنظمات الدولية العاملة في الحسكة”.

وأضاف “المنظمات العاملة لديها حجج مختلفة، وباختصار لا يرتقي عمل المنظمات الدولية إلى المستوى المطلوب، خاصة في الحالات الطارئة”، على حد تعبيره.

من جانبه قال “شيخموس أحمد”، الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين في الإدارة الذاتية، لمنصة “مجهر” بأن “المهجَّرين داخل مراكز الإيواء يعيشون أوضاعاًإنسانية صعبة؛ نتيجة تقليص المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية، والخدمات المقدَّمة للمهجَّرين غير كافية؛والإدارة الذاتية إمكانياتها محدودة”.

وأضاف: “مطالب المهجَّرين مُحقّة، ومن واجب الأمم المتحدة تقديم الخدمات الأساسية، ولكن هناك تغاضي وعدم اعتراف من قبل المجتمع الدولي باحتلال سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض من قبل تركيا”.

وواصل القول: “عودة هؤلاء المُهجَّرين إلى مناطقهم وقراهم مطلب الجميع، لكن بعد خروج تركيا والفصائل التابعة لها من هذه المناطق”.

وحَمَّلَ المسؤول في الإدارة الذاتية “شيخموس أحمد” مفوَّضيّة اللّاجئين والمؤسَّسات الدّوليّة التّابعة للأمم المُتّحدة والصليب الأحمر الدولي مسؤولية التقصير وعدم تقديم المساعدات، وقال “لم تدخل إلى الآن هذه المؤسَّسات إلى مراكز الإيواء”.

ونوَّهَ “أحمد” إلىأن مخيّمات شمال وشرق سوريا ليست بأفضل حال عن مراكز الإيواء، وقال: “مخيمات الشهباء التي تأوي أكثر من /200/ألف من أهالي عفرين المُهجَّرين قسراً تشهد حصاراً من قبل الحكومة السورية وتركيا، ولا يُسمح للمنظمات بالدخول إلى تلك المنطقة،كما يُمنَع إدخال مادة المازوت والمستلزمات الأساسية والطبية”.

إعداد: ملحم المعيشي