تخبطات لشركة “الصباح” للإنتاج الفني قبل رمضان
قبل رمضان الماضي 2022 كان الجمهور ينتظر أعمال شركة الصباح اللبنانية المعروفة في إنتاجها للأعمال المشتركة، لكن كان الخذلان هو نتيجة الانتظار، فالشركة التي وعدت الناس على مدار سنة تقريباً بتقديم عمل يجمع سلافة معمار وعابد فهد ومعتصم النهار “بيروت 303” ومسلسل آخر هو “من إلى” من بطولة قصي خولي تأجل تصويرهما حتى إشعار آخر بسبب التخبط في قرارات الشركة وعدم تنظيم جدولها الزمني، وتحججت وقتها الصباح بإصابة فريق عمل “من إلى” بفيروس كورونا، أما مسلسل بيروت 303 فقد تقلص حتى 15 حلقة وعُرض بعد رمضان ولاقى انتقادات واسعة،
لكن ماذا عن هذا العام؟
مسلسل بالسجن:
أعلنت الشركة عن التحضير لمسلسل جديد لشهر رمضان من تأليف كارين رزق الله وبطولتها بالشراكة مع معتصم النهار، ومن إخراج إيلي السمعان، وهو تحت عنوان “بالسجن”، ويتحدث عن صحفي سوري في لبنان يكتشف أسرار غامضة عن قضية معينة ويسعى لتخليص المتهمة من السجن، لكن يبدو أن العمل يعاني من تخبطات كبيرة، فقد علمت منصة مجهر أن هناك خلافات واسعة بين كارين وإيلي السمعان حول “رؤية العمل” وهو الأمر الذي خلق عدة مشكلات بين الكاتبة والمخرج ما دفع الفنان معتصم النهار للانسحاب من العمل بشكل شبه رسمي بعد أن نشرت صفحات الفانز الخاصة به خبر انسحابه، في حين تم إلغاء العمل حالياً مع عدم معرفة ما هو مصيره القادم
مسلسل عاصي الزند:
يبدو أن مسلسل “الزند” كان الأكثر حبكةً ليس من ناحية النص بحكم أن المسلسل لم يعرض بعد، بل بحكم الدقة في اختيار أماكن التصوير في سوريا وتحديد الزمن المناسب لإنهاء تصوير الجزأين معاً، وتدخل الصباح في هذا العمل لأول مرة الدراما السورية، فالعمل سوري من الألف إلى الياء كتاباً وتمثيلاً وإخراجاً، ويعيد تيم حسن إلى الدراما التي انطلق منها نحو الوطن العربي، إلا أن أنباء كثيرة تفيد بضعف جودة الإقامة بالفنادق للفنانين لا سيما في حمص حيث يجري التصوير هناك، بالإضافة لسوء التعامل من الناحية المادية للفنيين والفنانين الجدد من شباب وشابات من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، لتختلف الجودة والأريحية بشكل واضح بين المسلسلات التي تُصَوَّر في سوريا عن تلك التي تُصَوَّر في لبنان، بالإضافة لسوء بإدارة الإنتاج، لكن على الرغم من ذلك يُحسَب للشركة اللبنانية دخولها السوق السوري أخيراً على أمل أن يحمل العمل ما يخدم الدراما السورية وفنانيها
مسلسل وأخيراً:
يُعتَبَر هذا العمل الأكثر تخبطاً من بين أعمال الصباح المدرَجة على قائمة شهر رمضان 2023، فبعد أن قرر الفنان قصي خولي بطل العمل تسليم مهمة الإخراج للمخرج السوري أسامة الناصر، يبدو أن الفنانة نادين نجيم كان لديها اعتراضات على النص بسبب حجم دورها الذي اعتبرته أقل من حجم دور قصي، فطالبت بتوسيع دورها في المسلسل كي توافق على لعب الدور، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها نادين بهذا الفعل، فقد طلبت توسيع أدوارها في النص وبشكل مستمر سواء في مسلسل طريق أو خمسة ونص وغيرهم، وطبعاً لأن نادين مدللة شركة الصباح بحكم أن أعمالها الأكثر بيعاً لا سيما في سوق الخليج.
وبعد انتشار الخبر عن طلب نادين لتعديل نص “وأخيراً” نشرت تغريدة نفت فيها ذلك وهذا ما يؤكد أن نجيم فعلاً طالبت بتعديل النص لأنها دوماً تنشر عكس ما تفعل في الواقع في محاولة لتجميل صورتها وفق ما رصدته مراسلة مجهر.
العمل حتى الآن في خطر لأن التعديلات على النص مازالت جارية لا سيما بعد انسحاب كاتبه الأصلي بلال شحادات ليكمل أسامة الناصر وآخرون معه التعديلات على النص، علماً أن شحادات ترك بيروت وعاد لدمشق بعد خلاف مع شركة الصباح التي قدم لها أفضل الأعمال “مقارنةً بأعمالها الأخرى” وعاد إلى سوريا دون توضيح إلى أين سيكون اتجاهه القادم، ليبقى بذلك مسلسل “وأخيراً” في مهب الريح بين التنفيذ وعدم التنفيذ واللحاق بشهر رمضان في حال ضمنت الشركة رضا مدللتها نادين نجيم
مسلسل النار بالنار:
محاولات كثيرة للاعتماد على اسم مخرج سوري حصراً لينفذ مسلسل “النار بالنار” الذي كتبه رامي كوسا ويلعب بطولته عابد فهد، كاريس بشار، جورج خباز، فالعمل الذي يؤكد كاتبه كوسا على أهميته وتناوله قضايا جديدة على الدراما المشتركة لا سيما قضية العنصرية بين السوريين المقيمين في لبنان واللبنانيين كان بحاجة لمخرج متمرس يقدمه بصورة مهمة، لكن مع اعتذار المخرج الليث حجو عن العمل لارتباطه بأعمال أخرى، وقع الخيار بعده على رشا شربتجي وهو الأمر الذي لم يحصل بسبب انشغالها بتصوير مسلسل سوري في سوريا وهو “مربى العز”، ليحاول كوسا استقطاب المخرج المثنى صبح الذي رفض أيضاً من أجل تقديم عمل سوري في سوريا، ليتم الاعتماد أخيراً على المخرج محمد عبد العزيز بعد محاولات من الشركة لفرض أسماء مخرجين لبنانيين مثل إيلي السمعان و جو بو عيد وهو الأمر الذي رفضه كوسا بسبب عدم وجود خبرة في الرؤية الدرامية لديهم.
العمل حتى الآن لم يبدأ التصوير رغم اختيار الممثلين ومن المعروف أن البطء الشديد في التنفيذ والتأني هو من سمات المخرج عبد العزيز، لذا يبقى السؤال فيما إذا كان سيلحق العمل أيضاً بموسم رمضان أم قد يبقى خارجاً
ومع كل هذه التخبطات التي تعيشها شركة الصباح للعام الثاني على التوالي يبقى السؤال فيما إذا كانت هذه الشركة قادرة في الحفاظ على نجاحها بعد سنوات من تقديم دراما مشتركة ناجحة تسويقياً ومتهلهلة في فحواها، أم أنها بعد سنوات قليلة قد تصبح في طي النسيان مع عدم وجود تأثير درامي حقيقي يذكر من عشر سنوات حتى الآن وترنح واضح في سياسة إدارة الإنتاج الحالية يفقدها التركيز والحضور تدريجياً ؟
إعداد: كاتيا الحسامي